عرض/ إبراهيم غرايبة
يعرض هذا الكتاب المفاهيم الأساسية في علم الضحك والفكاهة مثل النكتة والضحك والابتسامة وحس الفكاهة والدعابة والكاريكاتير والغرائبية المضحكة والسخرية والمحاكاة التهكمية والكوميديا والتوريات اللفظية والحماقات والمضحك في الفنون والآداب.. ويتحدث أيضا عن وظائف الفكاهة وفسيولوجيا الضحك وفلاسفته، وعلم النفس والضحك، والضحك عبر العمر، والفكاهة والضحك في التراث العربي والإسلامي، وأمراض الضحك والعلاج بالضحك.
مفهوم الفكاهة
الفكاهة عملية متعلقة بالسرور والبهجة واكتشافهما وتذوقهما وإبداعهما، وهي محصلة لثلاثة عوامل أساسية هي:
والضحك تعبير مسموع يرتبط بانفعال البهجة والسرور، وهناك ضحك السرور والفرح والسخرية والمزاح والعجب والعطف والمودة والشماتة والعداوة والمفاجأة والدهشة والبلاهة والسذاجة.
والابتسامة تعبير خاص بالوجه، وربما تكون مشروع ضحكة، وقد تتصاعد وتتحول إلى ضحكة، وتحيطها في أحيان كثيرة ظلال نفسية واجتماعية، فهي للترحيب ولتغطية الانفعال والارتباك، ويمكن إحصاء أنواع من الابتسامات مثل البهجة والتلطيف والرضى والتعاون والاستجابة والغزل والارتباك.
فوائد الفكاهة والضحك
أشارت دراسات عدة إلى وجود فوائد كثيرة للفكاهة والضحك في الحياة الاجتماعية يمكن تلخيصها فيما يلي: تقوية التعاون الاجتماعي، وتنشيط العقل والإبداع والخيال، وفهم مطالب الآخرين والتفاعل والتواصل مع الناس، والتقرب إليهم وكسبهم في العمل العام، ومقاومة الاكتئاب والقلق والغضب.
وللضحك آثار فسيولوجية، فهو يستثير النشاط في الدماغ والجهاز العصبي، ويزيد ضربات القلب وإفراز هرمون الأدرينالين الذي يعقبه استرخاء، ويعزز الجهاز المناعي، ويحرك عضلات الوجه والقلب والصدر والبطن والحلق وجهاز التنفس.
علم النفس والضحك
إن معظم المواقف المثيرة للضحك مواقف اجتماعية، وهي تشتمل على علاقات بالآخرين، أو تتطلب على الأقل حضورهم، حتى الدغدغة يجب أن يقوم بها شخص آخر، وكلما كان الشخص معروفا لنا كانت هناك ضحكات، وكلما قلت معرفتنا به قلت الضحكات، ويحدث هذا لدى الكبار والصغار على حد سواء.. والضحك يرافق الشعور بالأمان وقد يرافق الأمن والنجاة التي تعقب الخطر، والضحك في المسرح والسينما في المشاهد الكوميدية يكون غير مثير للخوف والأذى.
وقد تعرضت للضحك نظريات نفسية كثيرة من مداخل وجوانب مختلفة، وفي مراحل تاريخية وعلمية مختلفة أيضا، ومنها ما ترى الضحك نوعا من القوة، وتربطه أخرى باللعب، ويراه وليم كدوغل غريزة من الغرائز الأساسية للإنسان يرتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطه بمشاعر البهجة والفرح، وفرويد يربطه بعالم اللاشعور والخبرات المبكرة في مرحلة الطفولة والسعي الغريزي لرفع الكبت والتخلص من شحنات زائدة من الطاقة والتوتر، وقد تصحب أيضا حالات السيطرة والاستعلاء.
الفكاهة والشخصية
بعض الشخصيات بطبيعتها تميل إلى الانبساط وتحب الفكاهة، ولكن في حالات من الصفات المكتسبة كالإحباط واليأس قد تبتعد الشخصية عن الفكاهة، والعكس أيضا، فقد يؤدي التفاؤل المكتسب لشخصية انطوائية مثلا إلى الميل إلى الفكاهة.
والفكاهة تشتمل على ثلاثة مكونات هي المعرفي والوجداني والنزوعي. والشخصيات تصنف إلى نوعين أحدهما يهتم بالعلاقة مع الآخرين، وانطوائيون يتجنبون هذه العلاقات. ومعظم الناس يقعون في منطقة وسطى مع ميل خاص إلى إحدى الفئتين، والشخصيات الاجتماعية تميل إلى التفاعل والاستمتاع بالحياة وسرعة الاستجابة وتميل إلى العدوان، والشخصيات الانطوائية تميل إلى الهدوء والتحفظ وتبتعد عن المناسبات الاجتماعية.
ويتفاوت الناس في ميلهم إلى الضحك والفكاهة، وفي بعض حالات الفصام والتخلف العقلي يضحك الفرد على نحو مستمر، وفي حالات الاكتئاب الشديدة قد لا يضحك الفرد البتة.
ويستمتع الأشخاص الأكثر ميلا إلى الاتزان الوجداني بالفكاهة أكثر من الانفعاليين، وهناك انطوائيون يستمتعون بالفكاهة أكثر، ويتدخل العمر في علاقة الشخصية بالفكاهة، وتكون ذروة الميل إلى الضحك في سن المراهقة ويسمى سن القهقهة، وتميل الإناث إلى الضحك أكثر من الذكور.
وقد تكون الفكاهة تعبيرا عدوانيا وعند اكتشاف ضعف الآخرين أو للاستمتاع بتقليل شأن الآخرين، وقد وجد أن الرسوم الكاريكاتورية الأكثر عدوانية تكون أكثر إمتاعا وطرافة من غيرها.
ويراها فرويد تعبيرا عن دوافع جنسية أو عدوانية مكبوتة، وضحكة المنتصر التي تصورها الحكايات التاريخية والأعمال الفنية هي أبرز مثال على ذلك الارتباط بين الفكاهة والعدوان.
وانتهت دراسات عدة إلى أن الفكاهة ترتبط بالشخصية الإبداعية بدرجة كبيرة، وأن الفكاهة بمنزلة الميسر للعملية الإبداعية، كما أن العملية الإبداعية تيسر إنتاج الفكاهة، فالإبداع والفكاهة كلاهما يقوم على أساس الخيال والمرونة العقلية والطلاقة في التعبير والأفكار والمواقف والعلاقات والجدة والتفرد.
الفكاهة والمجتمع
الفكاهة ذات وظيفة اجتماعية للتواصل مع الناس ولتحقيق التفاعل بين الأفراد والجماعات، وللتحكم في سلوك الآخرين بالسخرية أو إزالة الخوف، ولمهاجمة السلطة السياسية والدينية والاجتماعية، وفي نقل المعلومات باتجاه تحذير الناس وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحديد أنماط السلوك المقبول عبر النقد والسخرية والكشف عن العيوب الاجتماعية، وتعديل القرارات الخاطئة وتحسين الظروف السيئة.
وهناك النكات العرقية القائمة على أساس الخصائص العرقية والدينية والقومية، وكذلك الصفات الخاصة بمناطق معينة أو جماعة معينة أو نوع معين (ذكر أو أنثى) أو عمر معين، وقد تتحيز ضد فئة من الفئات.
وتتسم الفكاهة العرقية بالتبسيط والتحيز، كاعتبار شعب معين ذكيا أو ساذجا وغبيا، ويغلب عليها التقليل من شأن الآخرين، وقد يصعب تفسير اتجاهات النكت العرقية وسبب تحيزها لشعب معين أو ضد شعب آخر، وربما يكون التفسير الرئيس لهذه النكات قائما على أساس المركز والأطراف، أو بين مطلقي النكات في المركز وهدفها أو ضحيتها عند الأطراف، أو المدن مقابل الأرياف، أو طبقة الصفوة مقابل الطبقة العاملة، أو المهارة مقابل عدمها أو انخفاض مستواها، أو المنافسة مقابل الاحتكار.
وتشير الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين انتشار النكت السياسية والحريات السياسية، فهي حيلة لمقاومة الظلم وانتهاك حرية الرأي والتعبير.
في التراث العربي والإسلامي
يدعو الهدي النبوي إلى الابتسام والمزاح الصادق والتودد للناس، وفي الحديث النبوي "تبسمك في وجه أخيك صدقة". وقال علي بن أبي طالب "روحوا القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان"، وقال أيضا "من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر".
ومن أهم مصادر الفكاهة والسخرية في التراث العربي ابن الرومي شاعر الهجاء والتهكم، والجاحظ مؤلف كتاب البخلاء المليء بالسخرية والتهكم والهزل، كما يتحدث الجاحظ عن فلسفة الضحك وأهميته في الارتقاء بالخلق وتطييب النفوس. ومن هؤلاء أيضا أبو الفرج ابن الجوزي مؤلف كتاب أخبار الحمقى والمغفلين وكتاب الأذكياء، والتوحيدي الفيلسوف مؤلف المقابسات، والإمتاع والمؤانسة، والبصائر والذخائر، والهوامل والشوامل، وله نظريات في تفسير الضحك على مستوى عال من العمق والذكاء، فهو يرى أنه قوة ناشئة عن تفاعل قوتي العقل والغريزة في الإنسان، والضحك حالة من أحوال النفس تنشأ عندما يرد إليها استطراف أي شيء طارئ يجعلها تتعجب، ويقول في البصائر "إياك أن تعاف سماع هذه الأشياء المضروبة بالهزل الجارية على السخف، فإنك لو أضربت عنها جملة لنقص فهمك وتبلد طبعك".
واشتهر في التراث العربي مجموعة من الظرفاء والمضحكين. وفي كتابه "الفكاهة عند العرب" يورد أنيس فريحة أخبار كثير منهم ممن احترف الفكاهة مثل جحا وأبو علقمة وأبو دلامة وأبو النجم وأبو الشمقمق وأشعب وبهلول. وتحدث الجاحظ عن الشاعر "أبو العبر" الذي كان شاعرا جادا وأديبا وحافظا للأخبار وصنف كتبا كثيرة منها "جامع الحماقات وحاوي الرقاعات" ويقول عنه إنه كسب من الهزل أضعاف ما كسب من الجد.
الضحك في الأدب
الضحك هو اسم إحدى الروايات المتميزة للكاتب الأردني الراحل غالب هلسا (1932 – 1989) كتبها على لسان الراوي الذي يكاد يكون قناعا للكاتب يحكي عن طريقه رؤاه ومخاوفه وأحلامه وعلاقاته وأفراحه وأحزانه. الراوي أردني أو من الشام كما كان يقول يعيش مغتربا في القاهرة، وينتمي إلى مجموعة المثقفين اليساريين العرب إبان الخمسينيات أو الستينيات في مصر، وهكذا كان غالب هلسا نفسه والرواية تقترب إلى حد ما في رؤيتها للضحك من الرؤية الفردية الذاتية الرومانتيكية.
تبدأ الرواية في عقد الخمسينيات مع تأميم قناة السويس وحرب عام 1956 وما جاء بعد ذلك من أحداث وبخاصة حرب عام 1967 وما بعدها، وترصد المد الثوري اليساري والقومي في فترة الخمسينيات والستينيات، وترصد أيضا انهيار هذا المد بأشكال عدة وعن طريق علاقة عاطفية تربط بين الراوي وفتاة مصرية هي نادية.
هناك ثلاثة وجوه رئيسية في عالم غالب هلسا يرصدها إدوار الخراط، وهي موجودة كذلك في هذه الرواية، وهي العمل السياسي السري الثوري غالبا وما يترتب عليه من مشاهد السجن، والتورط الشبقي وما يسبقه أو يعقبه من مناورات عاطفية، واللبس والاختلاط في الهويات والحيرة والهزيمة في النهاية.
وهذا صحيح في رواية "الضحك" فيرتبط الضحك فيها بالأبعاد السابقة التي رصدها إدوار الخراط، ويرتبط الضحك بكل ما يلاحظ على الشخصية المحورية في هذه الرواية -وهو الراوي نفسه- من تهرؤ وتفكك وانهيار نفسي بل وأخلاقي أيضا، ويرصد الكاتب الضحكات في كل مكان ولدى شخصيات عديدة، فهناك نادية التي تضحك دائما، وهناك الضحك الذي يحدث في الجلسات الاجتماعية التي يسودها الود ويغلب عليها الدفء الاجتماعي، وهناك ضحك اللامبالاة والتشفي في حين أن الأحداث تقع للناس، وهناك الضحك المرتبط بالعدوان كما في الحادثة التي صور فيها الكاتب رجلا يقتل رجلا آخر في حين تنطلق بعض الضحكات الهستيرية من بعض العامة على نحو مفاجئ.
وهناك اختلاط في هذه الرواية بين الصرخات والشتائم والازدحام والضحكات الجماعية التهريجية والاندفاع والتدافع والاصطدام، وضحك اللامبالاة موجود أيضا لدى شخصيات عديدة فيها.
وحس الفكاهة والسخرية متوافر في هذه الرواية أيضا، وهناك رصد لضحك الجمهور من أخطاء الآخرين وخطاياهم، والقهقهة من حدوث التدني ورذائل السلوك، وهناك نكات كثيرة مبثوثة في الرواية، ولكن معظمها من النوع الساذج وأحيانا السخيف.
كانت الأحلام اليسارية في الرواية مثل قلاع الهواء أو كما فسرها كانت الضحك في نظر التوقع الخائب أو العودة بخفي حنين، وهكذا يستغرق الراوي ومعه صديقته نادية في ضحك عبثي مستمر يرصدان عن طريقه الانهيار السريع والشامل للأفكار والأحلام الكبيرة "أخذنا نضحك ونضحك بلا انقطاع، كأننا لن ننتهي أبدا، الحزب والثورة والسياسة والحب والمسرح والزواج والقادة والأمل والروايات والقصص والذكريات والأغاني والشعر والبسطاء والطموح والشعب والنهر والشوارع والشجر"، "أخذنا نضحك.. وحاولت أن تتوقف، ولكنها انفجرت تضحك بعنف أشد". هذا الضحك الهستيري الذي يحدث دون توقف وبلا انقطاع ومن أشياء كثيرة في جوهرها لا تستدعي ضحكا، إنه ضحك من السقوط والانهيارات وعدم تحقق للأحلام الكبرى والأمنيات، ومن ثم يكاد يكون ضحكا عبثيا زاخرا بعلامات وأصوات عديدة دالة على شعور الضاحكين بعدم جدوى أي شيء في الواقع.
إن رواية الضحك وغيرها من روايات مثل "حجر الضحك" لهدى بركات، وأعمال إميل حبيبي وبخاصة "الوقائع الغريبة" و"أخطية" ليست أعمالا فكاهية رغم وجود الكثير من المواقف والمشاهد المتفكهة والساخرة والتوريات الهزلية، لكنها اهتمت بالضحك كمقولة فكرية وثقافية وناقشت دوره في الحياة وتأثيره في التفكير والوجدان. وهناك أعمال تغيب عنها الرؤية الفلسفية والنظرية بشأن الضحك، ولكنها توحي بهذه الرؤية وتلمح إليها مثل "دون كيخوته" لسرفانتس و"التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ" لمحمد مستجاب، وهناك أعمال تجمع بين الرؤية الفلسفية عن الضحك وحالة التفكه والسخرية مثل "الوقائع الغريبة" لإميل حبيبي، وهناك خوف في الأعمال الروائية يجري التغلب عليه أو مواجهته بالضحك كما في "الرجل الضاحك" و"اسم الوردة".
الضحك والمرض والعلاج
قد يكون الضحك حاضرا في بعض الأمراض العقلية والنفسية والعصبية والاضطرابات السلوكية والاجتماعية، وهناك ضحك يصاحب الجنون والعدوان، وقد تحدث نوبات من العدوى بالضحك يصعب السيطرة عليها، فقد اضطرت إدارة إحدى مدارس البنات في أفريقيا إلى إغلاق المدرسة بسبب نوبات الضحك الجماعية الهستيرية التي عمت المدرسة، وقد تؤدي بعض المدارس إلى خلل في حس الفكاهة فيفقد المريض الإحساس بالبهجة في المواقف المضحكة، وقد تكون النكات أعراضا لأمراض معينة، فالمصابون بالهستيريا يحبون ويروون النكات الجنسية، والمصابون بالوسواس القهري يحبون النكات البذيئة ذات الطبيعة الشرجية، ويفضل المتبلدون والمعادون للمجتمع النكات التي تروي عن التحايل على الآخرين، ويفضل المصابون بأمراض الشعور بالعظمة النكات التي تظهرهم أبرياء، وهناك الضحك المرضي الذي يحدث بطريقة تلقائية بفعل حدث أو مثير غير محدد لا تكون له دلالة انفعالية مناسبة، وقد يؤدي الضحك أحيانا إلى نوبة مفاجئة من الضعف العضلي، وهناك ضعف يستثيره غاز أكسيد النيتروز، وهو مخدر مسكن للألم يستخدمه أطباء الأسنان.
العلاج بالضحك
يمكن أن يستخدم الضحك للعلاج النفسي ولمواجهة الضغوط وتقوية جهاز المناعة، وقد يستخدم ذلك على نحو منظم ومؤسسي مثل قاعات الضحك التي تجهز في بعض العيادات والمستشفيات التي تستخدم "طب الضحك" وتزود هذه الصالات المرضى بوسائل تشجع على الضحك مثل الكتب والمجلات والأشرطة والعروض والأفلام، ويستخدم أيضا في هذا المجال العلاج الجماعي مثل رواية النكات في وسط مجموعة من الناس، والعمل على أن يكتسب المريض التفاؤل وتشجيعه على الضحك والابتسام، ومساعدته في فهم نفسه وتحليل مشكلاته.
يعرض هذا الكتاب المفاهيم الأساسية في علم الضحك والفكاهة مثل النكتة والضحك والابتسامة وحس الفكاهة والدعابة والكاريكاتير والغرائبية المضحكة والسخرية والمحاكاة التهكمية والكوميديا والتوريات اللفظية والحماقات والمضحك في الفنون والآداب.. ويتحدث أيضا عن وظائف الفكاهة وفسيولوجيا الضحك وفلاسفته، وعلم النفس والضحك، والضحك عبر العمر، والفكاهة والضحك في التراث العربي والإسلامي، وأمراض الضحك والعلاج بالضحك.
<TABLE style="WIDTH: 245px; HEIGHT: 214px" border=1 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="95%" align=left> <TR> <td> <TABLE border=0 width=10 align=left> <TR> <td align=middle></TD></TR> <TR> <td dir=rtl id=Comment class=imgcaption vAlign=top align=middle>غلاف الكتاب</TD></TR></TABLE>-اسم الكتاب: الفكاهة والضحك.. رؤية جديدة -المؤلف: شاكر عبد الحميد -عدد الصفحات: 509 -الطبعة: الأولى 2003 -الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت </TD></TR></TABLE> |
الفكاهة عملية متعلقة بالسرور والبهجة واكتشافهما وتذوقهما وإبداعهما، وهي محصلة لثلاثة عوامل أساسية هي:
- الشخص المتفكه بخصائصه الجسمية والعقلية والانفعالية.
- العمليات العقلية والانفعالية المستخدمة في إنتاج الفكاهة.
- والعمل الفكاهي الذي أنتج.
والضحك تعبير مسموع يرتبط بانفعال البهجة والسرور، وهناك ضحك السرور والفرح والسخرية والمزاح والعجب والعطف والمودة والشماتة والعداوة والمفاجأة والدهشة والبلاهة والسذاجة.
” يمكن أن يستخدم الضحك للعلاج النفسي ولمواجهة الضغوط وتقوية جهاز المناعة ” |
فوائد الفكاهة والضحك
أشارت دراسات عدة إلى وجود فوائد كثيرة للفكاهة والضحك في الحياة الاجتماعية يمكن تلخيصها فيما يلي: تقوية التعاون الاجتماعي، وتنشيط العقل والإبداع والخيال، وفهم مطالب الآخرين والتفاعل والتواصل مع الناس، والتقرب إليهم وكسبهم في العمل العام، ومقاومة الاكتئاب والقلق والغضب.
وللضحك آثار فسيولوجية، فهو يستثير النشاط في الدماغ والجهاز العصبي، ويزيد ضربات القلب وإفراز هرمون الأدرينالين الذي يعقبه استرخاء، ويعزز الجهاز المناعي، ويحرك عضلات الوجه والقلب والصدر والبطن والحلق وجهاز التنفس.
علم النفس والضحك
إن معظم المواقف المثيرة للضحك مواقف اجتماعية، وهي تشتمل على علاقات بالآخرين، أو تتطلب على الأقل حضورهم، حتى الدغدغة يجب أن يقوم بها شخص آخر، وكلما كان الشخص معروفا لنا كانت هناك ضحكات، وكلما قلت معرفتنا به قلت الضحكات، ويحدث هذا لدى الكبار والصغار على حد سواء.. والضحك يرافق الشعور بالأمان وقد يرافق الأمن والنجاة التي تعقب الخطر، والضحك في المسرح والسينما في المشاهد الكوميدية يكون غير مثير للخوف والأذى.
وقد تعرضت للضحك نظريات نفسية كثيرة من مداخل وجوانب مختلفة، وفي مراحل تاريخية وعلمية مختلفة أيضا، ومنها ما ترى الضحك نوعا من القوة، وتربطه أخرى باللعب، ويراه وليم كدوغل غريزة من الغرائز الأساسية للإنسان يرتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطه بمشاعر البهجة والفرح، وفرويد يربطه بعالم اللاشعور والخبرات المبكرة في مرحلة الطفولة والسعي الغريزي لرفع الكبت والتخلص من شحنات زائدة من الطاقة والتوتر، وقد تصحب أيضا حالات السيطرة والاستعلاء.
” الفكاهة عملية متعلقة بالسرور والبهجة واكتشافهما وتذوقهما وإبداعهما ” |
بعض الشخصيات بطبيعتها تميل إلى الانبساط وتحب الفكاهة، ولكن في حالات من الصفات المكتسبة كالإحباط واليأس قد تبتعد الشخصية عن الفكاهة، والعكس أيضا، فقد يؤدي التفاؤل المكتسب لشخصية انطوائية مثلا إلى الميل إلى الفكاهة.
والفكاهة تشتمل على ثلاثة مكونات هي المعرفي والوجداني والنزوعي. والشخصيات تصنف إلى نوعين أحدهما يهتم بالعلاقة مع الآخرين، وانطوائيون يتجنبون هذه العلاقات. ومعظم الناس يقعون في منطقة وسطى مع ميل خاص إلى إحدى الفئتين، والشخصيات الاجتماعية تميل إلى التفاعل والاستمتاع بالحياة وسرعة الاستجابة وتميل إلى العدوان، والشخصيات الانطوائية تميل إلى الهدوء والتحفظ وتبتعد عن المناسبات الاجتماعية.
ويتفاوت الناس في ميلهم إلى الضحك والفكاهة، وفي بعض حالات الفصام والتخلف العقلي يضحك الفرد على نحو مستمر، وفي حالات الاكتئاب الشديدة قد لا يضحك الفرد البتة.
ويستمتع الأشخاص الأكثر ميلا إلى الاتزان الوجداني بالفكاهة أكثر من الانفعاليين، وهناك انطوائيون يستمتعون بالفكاهة أكثر، ويتدخل العمر في علاقة الشخصية بالفكاهة، وتكون ذروة الميل إلى الضحك في سن المراهقة ويسمى سن القهقهة، وتميل الإناث إلى الضحك أكثر من الذكور.
وقد تكون الفكاهة تعبيرا عدوانيا وعند اكتشاف ضعف الآخرين أو للاستمتاع بتقليل شأن الآخرين، وقد وجد أن الرسوم الكاريكاتورية الأكثر عدوانية تكون أكثر إمتاعا وطرافة من غيرها.
ويراها فرويد تعبيرا عن دوافع جنسية أو عدوانية مكبوتة، وضحكة المنتصر التي تصورها الحكايات التاريخية والأعمال الفنية هي أبرز مثال على ذلك الارتباط بين الفكاهة والعدوان.
وانتهت دراسات عدة إلى أن الفكاهة ترتبط بالشخصية الإبداعية بدرجة كبيرة، وأن الفكاهة بمنزلة الميسر للعملية الإبداعية، كما أن العملية الإبداعية تيسر إنتاج الفكاهة، فالإبداع والفكاهة كلاهما يقوم على أساس الخيال والمرونة العقلية والطلاقة في التعبير والأفكار والمواقف والعلاقات والجدة والتفرد.
” للضحك آثار فسيولوجية فهو يستثير النشاط في الدماغ والجهاز العصبي، ويزيد ضربات القلب وإفراز هرمون الأدرينالين الذي يعقبه استرخاء، ويعزز الجهاز المناعي ويحرك عضلات الوجه والقلب والصدر والبطن والحلق وجهاز التنفس ” |
الفكاهة ذات وظيفة اجتماعية للتواصل مع الناس ولتحقيق التفاعل بين الأفراد والجماعات، وللتحكم في سلوك الآخرين بالسخرية أو إزالة الخوف، ولمهاجمة السلطة السياسية والدينية والاجتماعية، وفي نقل المعلومات باتجاه تحذير الناس وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحديد أنماط السلوك المقبول عبر النقد والسخرية والكشف عن العيوب الاجتماعية، وتعديل القرارات الخاطئة وتحسين الظروف السيئة.
وهناك النكات العرقية القائمة على أساس الخصائص العرقية والدينية والقومية، وكذلك الصفات الخاصة بمناطق معينة أو جماعة معينة أو نوع معين (ذكر أو أنثى) أو عمر معين، وقد تتحيز ضد فئة من الفئات.
وتتسم الفكاهة العرقية بالتبسيط والتحيز، كاعتبار شعب معين ذكيا أو ساذجا وغبيا، ويغلب عليها التقليل من شأن الآخرين، وقد يصعب تفسير اتجاهات النكت العرقية وسبب تحيزها لشعب معين أو ضد شعب آخر، وربما يكون التفسير الرئيس لهذه النكات قائما على أساس المركز والأطراف، أو بين مطلقي النكات في المركز وهدفها أو ضحيتها عند الأطراف، أو المدن مقابل الأرياف، أو طبقة الصفوة مقابل الطبقة العاملة، أو المهارة مقابل عدمها أو انخفاض مستواها، أو المنافسة مقابل الاحتكار.
وتشير الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين انتشار النكت السياسية والحريات السياسية، فهي حيلة لمقاومة الظلم وانتهاك حرية الرأي والتعبير.
في التراث العربي والإسلامي
يدعو الهدي النبوي إلى الابتسام والمزاح الصادق والتودد للناس، وفي الحديث النبوي "تبسمك في وجه أخيك صدقة". وقال علي بن أبي طالب "روحوا القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان"، وقال أيضا "من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر".
ومن أهم مصادر الفكاهة والسخرية في التراث العربي ابن الرومي شاعر الهجاء والتهكم، والجاحظ مؤلف كتاب البخلاء المليء بالسخرية والتهكم والهزل، كما يتحدث الجاحظ عن فلسفة الضحك وأهميته في الارتقاء بالخلق وتطييب النفوس. ومن هؤلاء أيضا أبو الفرج ابن الجوزي مؤلف كتاب أخبار الحمقى والمغفلين وكتاب الأذكياء، والتوحيدي الفيلسوف مؤلف المقابسات، والإمتاع والمؤانسة، والبصائر والذخائر، والهوامل والشوامل، وله نظريات في تفسير الضحك على مستوى عال من العمق والذكاء، فهو يرى أنه قوة ناشئة عن تفاعل قوتي العقل والغريزة في الإنسان، والضحك حالة من أحوال النفس تنشأ عندما يرد إليها استطراف أي شيء طارئ يجعلها تتعجب، ويقول في البصائر "إياك أن تعاف سماع هذه الأشياء المضروبة بالهزل الجارية على السخف، فإنك لو أضربت عنها جملة لنقص فهمك وتبلد طبعك".
واشتهر في التراث العربي مجموعة من الظرفاء والمضحكين. وفي كتابه "الفكاهة عند العرب" يورد أنيس فريحة أخبار كثير منهم ممن احترف الفكاهة مثل جحا وأبو علقمة وأبو دلامة وأبو النجم وأبو الشمقمق وأشعب وبهلول. وتحدث الجاحظ عن الشاعر "أبو العبر" الذي كان شاعرا جادا وأديبا وحافظا للأخبار وصنف كتبا كثيرة منها "جامع الحماقات وحاوي الرقاعات" ويقول عنه إنه كسب من الهزل أضعاف ما كسب من الجد.
” بعض الشخصيات بطبيعتها تميل إلى الانبساط وتحب الفكاهة، ولكن في حالات من الصفات المكتسبة كالإحباط واليأس قد تبتعد الشخصية عن الفكاهة، والعكس أيضا فقد يؤدي التفاؤل المكتسب لشخصية انطوائية مثلا إلى الميل للفكاهة ” |
الضحك هو اسم إحدى الروايات المتميزة للكاتب الأردني الراحل غالب هلسا (1932 – 1989) كتبها على لسان الراوي الذي يكاد يكون قناعا للكاتب يحكي عن طريقه رؤاه ومخاوفه وأحلامه وعلاقاته وأفراحه وأحزانه. الراوي أردني أو من الشام كما كان يقول يعيش مغتربا في القاهرة، وينتمي إلى مجموعة المثقفين اليساريين العرب إبان الخمسينيات أو الستينيات في مصر، وهكذا كان غالب هلسا نفسه والرواية تقترب إلى حد ما في رؤيتها للضحك من الرؤية الفردية الذاتية الرومانتيكية.
تبدأ الرواية في عقد الخمسينيات مع تأميم قناة السويس وحرب عام 1956 وما جاء بعد ذلك من أحداث وبخاصة حرب عام 1967 وما بعدها، وترصد المد الثوري اليساري والقومي في فترة الخمسينيات والستينيات، وترصد أيضا انهيار هذا المد بأشكال عدة وعن طريق علاقة عاطفية تربط بين الراوي وفتاة مصرية هي نادية.
هناك ثلاثة وجوه رئيسية في عالم غالب هلسا يرصدها إدوار الخراط، وهي موجودة كذلك في هذه الرواية، وهي العمل السياسي السري الثوري غالبا وما يترتب عليه من مشاهد السجن، والتورط الشبقي وما يسبقه أو يعقبه من مناورات عاطفية، واللبس والاختلاط في الهويات والحيرة والهزيمة في النهاية.
وهذا صحيح في رواية "الضحك" فيرتبط الضحك فيها بالأبعاد السابقة التي رصدها إدوار الخراط، ويرتبط الضحك بكل ما يلاحظ على الشخصية المحورية في هذه الرواية -وهو الراوي نفسه- من تهرؤ وتفكك وانهيار نفسي بل وأخلاقي أيضا، ويرصد الكاتب الضحكات في كل مكان ولدى شخصيات عديدة، فهناك نادية التي تضحك دائما، وهناك الضحك الذي يحدث في الجلسات الاجتماعية التي يسودها الود ويغلب عليها الدفء الاجتماعي، وهناك ضحك اللامبالاة والتشفي في حين أن الأحداث تقع للناس، وهناك الضحك المرتبط بالعدوان كما في الحادثة التي صور فيها الكاتب رجلا يقتل رجلا آخر في حين تنطلق بعض الضحكات الهستيرية من بعض العامة على نحو مفاجئ.
وهناك اختلاط في هذه الرواية بين الصرخات والشتائم والازدحام والضحكات الجماعية التهريجية والاندفاع والتدافع والاصطدام، وضحك اللامبالاة موجود أيضا لدى شخصيات عديدة فيها.
وحس الفكاهة والسخرية متوافر في هذه الرواية أيضا، وهناك رصد لضحك الجمهور من أخطاء الآخرين وخطاياهم، والقهقهة من حدوث التدني ورذائل السلوك، وهناك نكات كثيرة مبثوثة في الرواية، ولكن معظمها من النوع الساذج وأحيانا السخيف.
كانت الأحلام اليسارية في الرواية مثل قلاع الهواء أو كما فسرها كانت الضحك في نظر التوقع الخائب أو العودة بخفي حنين، وهكذا يستغرق الراوي ومعه صديقته نادية في ضحك عبثي مستمر يرصدان عن طريقه الانهيار السريع والشامل للأفكار والأحلام الكبيرة "أخذنا نضحك ونضحك بلا انقطاع، كأننا لن ننتهي أبدا، الحزب والثورة والسياسة والحب والمسرح والزواج والقادة والأمل والروايات والقصص والذكريات والأغاني والشعر والبسطاء والطموح والشعب والنهر والشوارع والشجر"، "أخذنا نضحك.. وحاولت أن تتوقف، ولكنها انفجرت تضحك بعنف أشد". هذا الضحك الهستيري الذي يحدث دون توقف وبلا انقطاع ومن أشياء كثيرة في جوهرها لا تستدعي ضحكا، إنه ضحك من السقوط والانهيارات وعدم تحقق للأحلام الكبرى والأمنيات، ومن ثم يكاد يكون ضحكا عبثيا زاخرا بعلامات وأصوات عديدة دالة على شعور الضاحكين بعدم جدوى أي شيء في الواقع.
إن رواية الضحك وغيرها من روايات مثل "حجر الضحك" لهدى بركات، وأعمال إميل حبيبي وبخاصة "الوقائع الغريبة" و"أخطية" ليست أعمالا فكاهية رغم وجود الكثير من المواقف والمشاهد المتفكهة والساخرة والتوريات الهزلية، لكنها اهتمت بالضحك كمقولة فكرية وثقافية وناقشت دوره في الحياة وتأثيره في التفكير والوجدان. وهناك أعمال تغيب عنها الرؤية الفلسفية والنظرية بشأن الضحك، ولكنها توحي بهذه الرؤية وتلمح إليها مثل "دون كيخوته" لسرفانتس و"التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ" لمحمد مستجاب، وهناك أعمال تجمع بين الرؤية الفلسفية عن الضحك وحالة التفكه والسخرية مثل "الوقائع الغريبة" لإميل حبيبي، وهناك خوف في الأعمال الروائية يجري التغلب عليه أو مواجهته بالضحك كما في "الرجل الضاحك" و"اسم الوردة".
” قد يستخدم العلاج بالضحك على نحو منظم ومؤسسي مثل قاعات الضحك التي تجهز في بعض العيادات والمستشفيات والتي تزود المرضى بوسائل تشجع على الضحك مثل الكتب والمجلات والأشرطة والعروض والأفلام ” |
قد يكون الضحك حاضرا في بعض الأمراض العقلية والنفسية والعصبية والاضطرابات السلوكية والاجتماعية، وهناك ضحك يصاحب الجنون والعدوان، وقد تحدث نوبات من العدوى بالضحك يصعب السيطرة عليها، فقد اضطرت إدارة إحدى مدارس البنات في أفريقيا إلى إغلاق المدرسة بسبب نوبات الضحك الجماعية الهستيرية التي عمت المدرسة، وقد تؤدي بعض المدارس إلى خلل في حس الفكاهة فيفقد المريض الإحساس بالبهجة في المواقف المضحكة، وقد تكون النكات أعراضا لأمراض معينة، فالمصابون بالهستيريا يحبون ويروون النكات الجنسية، والمصابون بالوسواس القهري يحبون النكات البذيئة ذات الطبيعة الشرجية، ويفضل المتبلدون والمعادون للمجتمع النكات التي تروي عن التحايل على الآخرين، ويفضل المصابون بأمراض الشعور بالعظمة النكات التي تظهرهم أبرياء، وهناك الضحك المرضي الذي يحدث بطريقة تلقائية بفعل حدث أو مثير غير محدد لا تكون له دلالة انفعالية مناسبة، وقد يؤدي الضحك أحيانا إلى نوبة مفاجئة من الضعف العضلي، وهناك ضعف يستثيره غاز أكسيد النيتروز، وهو مخدر مسكن للألم يستخدمه أطباء الأسنان.
العلاج بالضحك
يمكن أن يستخدم الضحك للعلاج النفسي ولمواجهة الضغوط وتقوية جهاز المناعة، وقد يستخدم ذلك على نحو منظم ومؤسسي مثل قاعات الضحك التي تجهز في بعض العيادات والمستشفيات التي تستخدم "طب الضحك" وتزود هذه الصالات المرضى بوسائل تشجع على الضحك مثل الكتب والمجلات والأشرطة والعروض والأفلام، ويستخدم أيضا في هذا المجال العلاج الجماعي مثل رواية النكات في وسط مجموعة من الناس، والعمل على أن يكتسب المريض التفاؤل وتشجيعه على الضحك والابتسام، ومساعدته في فهم نفسه وتحليل مشكلاته.